العرب منقرضون حضاريا..

العرب منقرضون حضاريا..


"العرب منقرضون حضاريا لأنهم يعالجون الحاضر بعقلية الماضي.." كلام موزون غير مقفى، ولكنه لا يخلو من الصحة. قائله شاعر عربي قال عنه العرب إنه يمتاز بالوقاحة وقال عنه الإسلاميون إنه فاجر كافر. الشاعر أدونيس يؤكد إن العرب آيلون إلى الانقراض الحضاري لأن الإبداع غائب عن حياتهم، وفي جميع المجالات. أمر يرفضه أدعيا القومية العربية. فقد صرح للشروق قائلا: "إننا غائبون عن كل شيء مهم في العالم، وإذا انتقلنا إلى الفلسفة والرياضيات وغيرها من العلوم فلا حضور للعرب ضمنها على الإطلاق. وفي الأوضاع التي نحن فيها، نبدو وكأننا تابعون لغيرنا من الشعوب".
ولقد أبدى الشاعر الجريء أسفه الشديد من تخلف العرب بينما تقدمت شعوب أقل تراثية وعراقة منهم، مثل كوريا وسنغفورة وتايوان وغيرها قائلا إن "تقدمنا اليوم كعرب لا يشمل إلا بعض المجالات الأدبية والفكرية كالشعر والأدب والرواية". والسبب في ذلك حسب أدونيس يعود إلى السياسة العربية التي لا تخدم شعوبها في شيء، مشيرا إلى أن السلطة "غيرت مفهوم النظام، حيث أصبحت علاقاتنا كمواطنين أو أشباه مواطنين، مرتبطة بالأنظمة، وذلك بعد إلغاء فكرة الوطن وفقداننا لحق المواطنة". بل ذهب إلى أبعد من ذلك في توبيخه للعرب ناكرا بشدة ما يسمى بالقضية العربية قائلا: "إن ما يسمى قضية عربية، ما هي إلا مجموعة من المفردات دمرت الفكر والعقل".
ومع أن الرجل يرى إن العرب في طريق الانقراض الحضاري، لم ينس أن يقترح حلا جذريا إذا أرادوا – حسب زعمه – أن ينجوا من الزوال وذلك كما قال: "بالتخلي شيئا فشيئا عن تشبثنا كعرب بعقلية الماضي لمعالجة مشكلاتنا الحاضرة وبلغة أصبحت لا تستجيب لأدوات ومفردات ومعطيات الراهن". والمقصود هنا واضح وهو هجر الإسلام وتعاليمه وذلك ما صرح به عندا قال: "إن العرب، وبعد نضالات طويلة، توصلوا إلى مشروع الدولة الدينية وهو ما لا ينفعهم ولن ينفعهم أبدا".
ختاما، بقدر ما يبديه الرجل من آراء جريئة ذات طابع إصلاحي، بقدر ما يسعى إلى الهدم الروحي الذي به نال العرب العزة وبهجره لن ينالوا إلا الذلة. وهو بالضبط ما أشار إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام. ومن أراد العزة في غير الإسلام أذله الله.." وهذا الكلام لا يصدق على العرب فقط بل ينطبق تماما على كل المجموعات البشرية التي قبلت بالإسلام دينا