من هو الشيخ سعيد بن حمد الحارثي؟؟انتقل إلى ذمة الله بالأمس.

انتقل إلى رحمة الله عصر أمس الشيخ العلامة الفقيه سعيد بن حمد بن سليمان الحارثي عن عمر يناهز 84 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض.
ولد الشيخ سعيد بن حمد الحارثي في بلدة المضيرب بولاية القابل يوم الإثنين 13 رجب سنة 1346هـ من أبوين كريمين، ومن أسرة عشقت العلم والأدب.
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

العلاّمة سعيد بن حمد الحارثي في ذمة الله

ينحدر نسبه من الشيخ الفقيه راشد بن سعيد بن رجب الحارثي أحد الفقهاء والقضاة في القرن الحادي عشر الهجري ومؤلف كتاب جامع ابن رجب، وقد برز من ذرية جده الشيخ راشد علماء .
حرص أبوه الشيخ حمد بن سليمان على استقطاب الأساتذة والمعلمين له ولإخوته الذين برز منهم شقيقه الشيخ العلامة سالم بن حمد الحارثي أحد رموز إحياء التراث العماني تحقيقاً ونشراً، فتلقى علومه الأولى ببلده المضيرب وتنقل لملازمة عدد من العلماء لتلقي العلم، وممن تلقى العلم على يديه الشيخ يزيد بن خالد البوسعيدي والشيخ سعود بن سليمان الكندي والشيخ ناصر بن حميد الراشدي والشيخ ناصر بن سعيد النعماني وقد لازمه قرابة عشرين عاما، كما لازم طويلاً الشيخ محمد بن سالم بن زاهر الرقيشي، وتلقى علوم الفرائض على يد الشيخ ناصر بن سيف البطاشي وبقي معه مدة طويلة.
كان الشيخ الفقيد فقيهاً وأديباً مولعاً بالأدب شعره ونثره، وله مؤلفات عدة في الفقه واللغة والأدب والتاريخ والرحلات.
من مؤلفاته كتاب (نتائج الأقوال) الذي اختصر في مجلده الأول كتاب معارج الآمال على مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال للإمام نور الدين السالمي رحمه الله، بينما نثر في مجلده الثاني أرجوزة مدراج الكمال للشيخ السالمي أيضاً، وله أيضاً سلسلة (غرس الصواب في قلوب الأحباب)، كما كتب مختصرات في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي اللغة والأدب له كتاب (إزاحة الأغيان عن لغة أهل عمان) وهو أول معجم ألف في معاني مفردات الدارجة العمانية، وله أيضاً كتاب (الصيب من حكم أبي الطيب) التقط فيه حكم المتنبي من خلال ديوانه الشعري وعلق عليها وشرح معانيها وغريبها.
وله قصائد وأراجيز عدة وصف فيها رحلاته ومشاهداته، كما له مطارحات شعرية ونثرية مع عدد من أقرانه.وعدة كتب ومطبوعات منها المطبوع ومنها غير المطبوع.
وقد كان الشيخ سعيد بن حمد الحارثي مولعاً بالرحلات وقد زار أغلب دول العالم وجاب أنحاء المعمورة ودون مشاهداته في تأليف له في أدب الرحلات بعنوان (عبر وذكريات من أدب الرحلات).
تقلد الشيخ الفقيد مناصب عدة، ففي صدر سنوات النهضة المباركة عمل والياً على بعض مناطق الشرقية وكانت ولايته تشمل المضيرب وإبراء ووادي نام، وفي عام 1391هـ الموافق 1971م عين والياً على الرستاق وبقي فيها 19 شهراً، ثم التحق بوزارة التربية والتعليم وعين مشرفا على الجوامع التعليمية سنة 1975م ثم تولى رئاسة جهاز التربية الإسلامية في نفس الوزارة ثم التحق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (سابقاً) وعين مساعداً لمدير الشؤون الإسلامية عام 1396هـ الموافق 1976م ثم مديراً للشؤون الإسلامية عام 1398هـ الموافق 1978م وترأس بعثة الحج العمانية بدءا من عام 1396هـ حتى عام 1400هـ وفي نفس العام عين مديراً لمعهد القضاء والإمامة والخطابة (سابقاُ) ثم أحيل إلى التقاعد عام 1406هـ الموافق 1986م، وتفرغ بعد ذلك للكتابة والتأليف.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

انا لله وانا اليه راجعون كلنا فانؤن تسلم اخي...